الصوم
+الصوم كما هو معروف في الكنيسة القبطية هو عبارة انقطاع عن الطعام لفترة معينة من الزمن ثم يتبعه أكل خالي من الدسم الحيواني أكل نباتي والصوم ليس فريضة أو هو أمر مكتوب علينا يجب أن ننفذه ولكنه فترة تدريب روحيه ننعش فيها الروح ونغذيها بالصوم والصلاة والقراءات الروحية فترة تنمو فيها الروح وتسمو على الشهوات والطلبات الجسدية.
والصوم بالطبع ليس المقصود به إيذاء الجسد أو لأن الجسد شر وَجَب إخضاعه بالصوم ولكن الصوم الغرض به مقاومة شهوة الجسد وخطاياه وكما قال مار إسحق السرياني (كل جهاد ضد الخطية وشهواتها يجب أن يبتدأ بالصوم).
لذلك يأتي التدرب على الامتناع عن الطعام عموماً لفترة زمنية أو بعض أنواع الطعام الشهي طوال أيام الصوم كخطوة أولى للامتناع عن أمور أخرى كثيرة سيئة يكون الجسد أو الإنسان قد تعود عليها ولذلك يأتي الصوم كفرصه رائعة للامتناع عن خطايا اعتادنا عليها أو عادات سيئة مثل التدخين أو حتى بعض التصرفات والسلوكيات الخاطئة والغير لائقة، لذلك يجب أن يسير مع الصوم الجسدي مع النمو الروحي الداخلي للإنسان فلذلك يجب أن يصاحب الصوم:
*الصلاة: فكما قال الرب يسوع لتلاميذه عن إخراج الشياطين هذا الجنس لا يخرج إلا بالصوم والصلاة، فالصلاة دائماً تكون مصاحبة للصوم ولا يوجد صوم حقيقي بدون صلاة سواء في انسحاق قلب وطلب الرحمة من الرب كما نفعل في الصوم الكبير المقدس أو الصلاة من أجل خير العالم والكنيسة وكل إنسان...الخ فالصلاة سلاح قوي جبار خاصة إذا اقترن بالصوم، وكما رفع الله غضبه عن أهل نينوى بالصوم والصلاة كذلك يفعل الرب مع كل إنسان يلجأ إليه وتاريخ كنيستنا به الكثير جداً من الأحداث التي أنقذ الرب فيها كنيسته وشعبه من مخاطر متنوعة ونظر إلى سؤال قلب شعبه بعد أن توجه إلى الرب بالصوم والصلاة ولعل حادثة نقل المقطم خير دليل لذلك دائماً يصحب الصوم القداسات الكثيرة إلى جانب الصلوات الخاصة أيضاً.
*أمر آخر يجب أن يلازم أصوامنا وهو القراءات الروحية سواء في الكتاب المقدس كلمة الله لنا أو الكتب الروحية النافعة لنا والتي بها خبرات قديسين أو آخرين في حياتنا الروحية نجد بها الإرشاد الروحي والسلوك المسيحي المنضبط فنسير على آثارهم ونتمثل بإيمانهم.
*أعمال الرحمة دائماً ما يقترن الصوم بأعمال الرحمة والتي هي تدل على قلب محب للآخرين بلا استثناء قلب على استعداد للعطاء لكل محتاج والصائم يشارك حتى طعامه الذي لم يأكله في فترة صومه لإخوته المحتاجين كما كان يفعل آبائنا وأجدادنا في الماضي وهذا جانب من جوانب الصوم ودليل على صحة الصوم وقبول الرب له وكما يخبرنا أشعياء النبي عندما يقول الرب ((أليس هذا صوماً اختاره.. أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك إذا رأيت عرياناً أن تكسوه وأن لا تتغاضى عن لحمك.. أشعياء 58::7,6.
وكما ننشد دائماً في قداسات الصوم الكبير العبارة الرائعة التي تقول طوبى للرحماء على المساكين.
فالرحمة على المسكين بعد روحي جميل وضعته الكنيسة بناء على وصايا الرب لنا ليكون تدريب آخر نقوم به في خلال هذه الفترة المقدسة المباركة...
وهكذا الصوم المقدس هو رحله نذوق فيها حلاوة الرب ونستمتع بالعشرة من خلال الممارسات الروحية المختلفة في هذه الأيام.
+لذلك نصلي إلى الرب لتكون أيام الصيام الكبير أيام بركة للكنيسة والعالم كله نصوم جميعنا بقلب واحد ونصلي بنفس واحدة ليستجيب الرب لنا ويرفع عنّا كل ضيق، فنصلي من أجل خير كنيستنا ومن أجل النفوس المضطهدة.
نصلي من أجل أن يعم السلام الكنيسة القبطية ومصر والعالم كله، نصلي في أصوامنا من أجل أن يعرف الجميع المسيح الإله الحقيقي ويكشف الرب لهم عن نوره ويرفع عن قلوبهم الظلمة, نصلي ليدافع الرب عن كنيسته وشعبه وأن يحافظ على الكنيسة وعلى راعينا قداسة البابا شنوده الثالث وجميع الخدام والرعاة معه..
وليقبل الرب منّا أصوامنا وصلواتنا أمين