Admin Admin
عدد المساهمات : 293 ربنا موجود : 0 تاريخ التسجيل : 27/11/2010
بطاقة الشخصية خيارات:
| موضوع: آذان ولكنها لا تسمع بقلم | البابا شنودة الثالث الثلاثاء نوفمبر 30, 2010 2:26 pm | |
| آذان ولكنها لا تسمع بقلم | البابا شنودة الثالث كل انسان لابد أن تصل إلي فكره أو إلي قلبه ـ في وقت ما ـ رسالةمناسبة ونافعة له أو لغيره عن طريق إرشاد أو عظة أو في كتاب يقرأه أو تصلهنصيحة أو حتي توبيخ أو انذار.. فان كان حكيما يستوعب الرسالة, ويطيعوينفذ مثل هذا يقال عنه بالعامية انه( انسان يسمع الكلام). أي يطيعه. له أذن من النوع الذي يسمع. وهنا لا نقصد الاذن الخارجية الجسدية بل الأذن الداخلية أي الارادة.>> في مقدمة أصحاب الآذان التي تسمع: الملائكة القديسون الذينما إن يسمعوا كلمة من الله, حتي يبادروا بتنفيذها علي الفور. ومثلهمايضا الانبياء الذين يتلقون الرسالة عن طريق الوحي. أو بعض الابرارالذين قد تصلهم رسالة عن طريق رؤي أو احلام من عند الله ومن أمثله من لهمآذان للسمع. الابناء البررة, أو التلاميذ المطيعون جدا لمرشديهمومعلميهم أو كل من هو مطيع بدقة لرؤسائه.علي ان هناك آخرين لهم آذان لا تسمع وما أكثر الامثلة لهذا النوع وما أكثر أسبابها.>> هناك آذان لا تسمع بسبب وجود شهوة في القلب تمنع وصول الكلمةاليه كالشهوة المسيطرة والانفعالات الداخلية, تحجب كل وصية وكل كلمةنافعة حتي لا تصل الي الارادة.هناك نوع مستعد ان يسمع النصيحة في كل شيء, ما عدا شيئا واحدا لا تقبلهاذناه. هنا عدم السمع ليس مطلقا ولكنه مركز في شيء واحد, في نقطةالضعف, كالرغبة الداخلية المسيطرة كشخص يمكن ان يستمع الي النصح في أمورعديدة ما عدا في شهوة المال او شهوة النساء.>> وهناك نوع آخر تملكه مشاعر الحقد والغضب علي شخص ما أو مجموعةمعينة, هذا الحقد يكون في قلبه كأنه حاجز قوي, يمنع كلمة النصح من أنتدخل الي أذنيه فان سمعها يكون كأنه لم يسمع فيمضي وينفذ ما يريد لانهمشغول جدا لسماع صوت الحقد أكثر من سماع نصيحة.>> أحيانا يكون عدم قدرة الأذن علي السماع يرجع الي قساوة فيالقلب هذا النوع القاسي لا تستطيع أذنه ان تسمع انذارات الله كما حدثلفرعون الذي كانت له أذن لا تستطيع اطلاقا ان تسمع لصوت موسي النبي.وقساوة القلب تلد العناد والعناد أيضا يمنع من سماع الكلمة ذلك العنادالذي يغلق القلب ويغلق الفكر ومهما قيل له من كلام نافع مقنع فانه لايسمع, له اذنان, ولكنهما لا تسمعان انه متثبث بفكره مهما كلمته فكأنكلم تتكلم والتشبث بالفكر هو نوع من الكبرياء يغلق الأذن عن السماع بعكسالانسان الوديع المتواضع يمكنه ان يسمع الكلمة ويقبلها حتي ان كانت لهأخطاء فهو مستعد أن يستمع كلمة التأنيب والتوبيخ والنصيحة ويصلح طريقه دونتذمر.المبتدعون ايضا في العقيدة او في طرق اخري هم ايضا يتصفون بالعنادوالكبرياء وآذانهم لا تسمع النصيحة ولا الاقناع من الجانب الآخر وقد يموتكل منهم وهو متمسك ببدعته وبفكره.وقد تحاور انسانا من هذا النوع فتجده متحفزا للرد عليك قبل أن تكملكلامك, لسانه اسرع من أذنيه. فأذنه لا رغبة لديها في السماع ولا فيقبول الاقناع يمنعها التشبث والعناد.وبالمثل كل انسان يتمسك بفكره الخاص, مصر علي فكره, تكلمه وكأنك تكلم صخرا صلبا لا توجد فيه منافذ تدخل منها الكلمة.ونفس الوضع مع كل انسان معتز بكرامته فأذناه ترفضان السماع لاية نصيحة.انه يشعر ان النصيحة كأنها اهانة تهز كرامته وتشعره بالخطأ وتتعب نفسيتهفلا يكون مستعدا اطلاقا لان يسمع ولهذا فان العتاب مع هذا النوع لا يأتيبنتيجة اطلاقا, فالمتكبر المعتز بكرامته ان عاتبته يزدد الأمر سوءا.>> هناك عقبة أخري تمنع تأثير حتي كلمة الرب نفسه من الوصول اليالأذنين, وذلك ان كانت هناك محبة اخري تطغي علي محبة الله في القلب.فكم من وصايا الله وكلماته يسمعها الشخص وطبعه هو نفس الطبع لا يتغير مهماسمع, كذلك ايضا الذين تملك عليهم الحرفية في سماع وصايا الله وليسروحانية الوصية. وتمنعه عن سماع التفسير السليم وترفض اذانهم ان تسمعذلك التفسير.>> هناك نوع آخر يمنع الاذن من السماع وهو الخوف من التهديدوالخوف من الضياع وقول البعض لمثل هذا الشخص ان فتحت فمك لتتكلم فسيحدث لككذا وكذا, وكذلك ان حاولت ان تهرب منا او ان تكشف المؤامرة, او ان لمتخضع سيدركك تنفيذ التهديد الواقع عليك. مثل هذا الانسان لا تدخل الياذنه كل نصيحة لانقاذه تكلمه كأنه لا يسمع الخوف يسد أذنيه.>> هناك سبب اخر يمنع الأذن من السماع وهو الاستهتار واللامبالاةويشمل ذلك الغارقين في الخطية او في الضلال.. فلا يقبلون كلمة النصيحةوبجدية بل ربما يقابلونها بالتهكم والازدراء أو بتحويل الجو الي عبث,هؤلاء ايضا لهم اذان ولكنها لا تسمع ويشبه هؤلاء النوع المتردد الذي يسمعكلمة نافعة من مرشده فيمنعها عن اذنيه تأثير اصدقاء السوء.>> وأنت يا أخي القارئ ان وجدت أن أذنك لا تسمع فأبحث عن السبب فيذلك لا تذهب الي طبيب اذان يعالجك بل اذهب بالاكثر الي طبيب قلب يكشف مافي قلبك من موانع تمنع الكلمة من الوصول الي اذنيك ابحث هل هناك شهوة فيقلبك تريد ان تحققها والشهوة من طبيعتها ان تصم الاذنين عن السماع واعرفانه لكي تكون لك القدرة علي السماع, ينبغي أن تكون لك الرغبة في أنتسمع, وأن تكون لك الجدية في التنفيذ بل ان تكون بالاكثر مشتاقا لسماعكلمة من أجل منفعتك.. ولهذا كله علينا ان نحاسب انفسنا, كم مرة سمعناولم نعمل, وكأننا لم نسمع!!المصدر جريدة الاهرام [size=7] [/size] | |
|